الأمن فتح مدرج جماهير المصري لمسلحين

أكد شاهد عيان على ''المذبحة'' التي أودت بحياة 74 شخصا وجرح المئات بعد مباراة كرة القدم بين المصري والأهلي في بورسعيد، أن التواجد الأمني لم يكن أبدا على مستوى المباراة، وكان هناك نقصا واضحا في عدد الأفراد المكلفين بتأمين المباراة.

وقال محمد عويضة (29 سنة) والذي كان متواجدا في استاد بورسعيد يوم المباراة من الثالثة عصرا، إن بوابة المدرج الغربي الخاص بجماهير بورسعيد كانت مفتوحة على غير العادة''.

وأضاف في حديث لمصراوي أن العادة جرت في مباريات المصري مع فرق الزمالك والأهلي والإسماعيلي أن يكون التأمين مضاعف عن المباريات الأخرى، وأن تنتشر الشرطة قبل يومين في كافة أنحاء المدينة، إلا أن في هذا المباراة لم يكن هناك تأمينا مناسبا لا في الاستاد ولا في المدينة.

وأوضح عويضة أن الأمن كان يغلق أبواب الاستاد في مباريات المصري والأهلي في بورسعيد قبل المباراة بساعتين، ويمنع حتى من معه تذاكر من قبل من الدخول، إلا أن في هذه المباراة فتحت الشرطة أبواب دخول المدرج الغربي أمام ''مجموعة من الأشخاص دخلوا بصورة منظمة ويحملون الشوم والأسلحة البيضاء والنارية''.

وقال الشاب البورسعيدي إن ''الكردون الأمني الذي كان موجودا أمام المدرج الشرقي المخصص لجماهير الأهلي اختفى في لحظات فور انتهاء المباراة''، وهو ما نفاه بشدة ضباط وعساكر أمن مركزي التقاهم ''مصراوي'' في بورسعيد، وأكدوا أن جماهير بورسعيد هي التي اقتحمت الاستاد ولم يستطع الأمن التصدي لهم نظرا لكثرة الأعداء.

قال جنود أمن مركزي كانوا متواجدين في استاد بورسعيد خلال المباراة، إنهم واجهوا الموت بأعينهم، متهمين جماهير المصري البورسعيدي بالتعدي عليهم وعلى لاعبي وجماهير الأهلي، بعد أن اقتحمت الأولى أرض الملعب بعد نهاية المباراة وطاردت جماهير ولاعبي الفريق الأحمر.

وكان الجنود في غرفة الاستقبال في مستشفى بورسعيد العام في انتظار توقيع الكشف عليهم وعمل التقارير الطبية اللازمة، وجمل كل واحد منهم تذكرة الكشف الخاصة به، فيما كان قائدهم، يرقد في غرفة الطوارئ يُعالج من إصابة طالته، وزميله المصاب في وجهه، يقف على الباب ينتظر.

وظهرت كدمات على وجوه الجنود وكسر في ذراع أحدهم، وكانوا في غاية الحزن على أحد الضباط الذي لقي مصرعه خلال الأحداث التي خلفت 74 قتيلا ومئات المصابين وفقا للرواية الرسمية حتى الآن.

وأضافوا لمصراوي خلال تواجدهم في المستشفى إن ''جماهير بورسعيد افترت عليهم وظلمتهم''، وأن ما رأوه لا يمكن وصفه بأي حال من الأحوال.